كعادة الأمهات، نركز دائمًا على الآثار الجانبية والأخطار المحتمل أن تواجه أبناءنا خلال أي نشاط يقومون به، ولا ننظر بشكل منصف إلى الفوائد التي ستعود عليهم من هذا النشاط، ومن ضمن الأنشطة التي يحب أطفالنا القيام بها هي الألعاب الإلكترونية، فهل الألعاب الإلكترونية للأطفال كلها سلبيات؟ أم أنها من الممكن أن تفيدهم؟ تعرفي معنا على الإجابة في السطور التالية.
فوائد الألعاب الإلكترونية للأطفال
هل تصدقين أن آخر إحصائية أجرتها جامعة أوكسفورد أشارت إلى أهمية الألعاب الإلكترونية بالنسبة للأطفال في تحسين معدل الذكاء عندهم، مقارنة بأقرانهم الذين لا يقضون وقتًا أمام ألعاب الفيديو.
وإليكِ أهم الآثار الإيجابية للألعاب الإلكترونية على الأطفال:
- اكتساب مهارة حل المشكلات بطريقة إبداعية: الألعاب التكتيكية والمليئة بالألغاز والتخطيط تساعد الطفل على تكوين مهارة حل المشكلات، وتحسن من طريقة تفكيره وإدراكه للمشكلة ومحاولة إيجاد حل مناسب لها.
- اكتشاف الطفل مجالات يحبها وينجذب إليها: كل لعبة من هذه الألعاب تتصل بشكل مباشر بمجال معين، كالرياضيات أو العلوم أو التاريخ... إلخ، وعندما تكون هناك ألعاب مفضلة أكثر من غيرها لدى طفلك، فهذا مؤشر إلى انجذابه لهذه المجالات وحبه لها.
- تكوين صداقات جديدة: من الصعب ممارسة ألعاب الفيديو بشكل منعزل، بل إن جمالها يكمن في ممارستها مع الأصدقاء، وبالفعل وجدت الدراسات أن الأطفال الذين يلعبون الألعاب الإلكترونية مع أصدقائهم تكون حياتهم الاجتماعية أفضل، بل إن اللعب الجماعي هو علاج في بعض الأحيان للطفل الذي يعاني من الوحدة ويساعده على تكوين الأصدقاء.
- التشجيع على ممارسة الرياضة: يوجد الآن أجهزة ألعاب ترصد حركات الجسم، وكأن الطفل يلعب في الحقيقة، وهناك بعض الأطباء ينصحون بها بدلًا عن ممارسة الرياضة، مثل هذه الألعاب تتيح لطفلك مساحة جيدة لتحريك جسمه وممارسة الرياضة بطريقة ممتعة وجذابة.
- خلق روح المنافسة لدى الطفل: المنافسة معنى عميق نحاول غرسه في أطفالنا بأشكال مختلفة، وممارستهم لألعاب الفيديو مع أصدقائهم أو عائلاتهم تخلق هذا الجو من المنافسة، ومنه تستطيعين تعليم طفلك مفهوم المنافسة الشريفة والروح الرياضية.
- تعلم الطفل مهارة القيادة: بعض الأطفال يكون لديهم ميل للقيادة عن غيرهم، والبعض الآخر عندما يوضعون في موقف قيادة من الممكن أن يتعلموا ويؤدوا الدور بشكل سليم. وممارسة الألعاب الإلكترونية ضمن مجموعات وفرق تمكن الطفل من اكتساب مهارات القيادة، كما يتعلم الفريق أسس العمل الجماعي تحت مظلة القائد.
- تعلم مهارة الشرح والتدريس: عندما يتقن طفلك لعبة ثم يشرحها لأصدقائه حتى يشاركونه في اللعب، فإنه بذلك قد تعلم مهارة جديدة وهي كيفية الشرح وتبسيط المعلومة لأقرانه.
- الترابط العائلي: مهما كان فارق العمر بين أطفالك، فإن ألعاب الفيديو وسيلة جيدة للربط بينهم وإيجاد مساحة مشتركة بين جميع أفراد العائلة.
أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال
لا تخلو الألعاب الإلكترونية من السلبيات، ولكن تقنينها ومراقبة الألعاب التي يلعب بها طفلكِ، سيساعدك على الحد منها بنسبة كبيرة واستغلال فوائدها في تنمية طفلكِ، وإليكِ أهم هذه الأضرار:
- المشاكل الصحية: ممارسة الألعاب الإلكترونية في أوقات الفراغ بدلًا من الأنشطة البدنية تؤثر على صحة طفلكِ على المدى البعيد، فهى أحد أسباب سمنة الأطفال وضعف العضلات والتهابات المفاصل وضعف البصر، بالإضافة إلى أنها تؤدي لبعض الاضطرابات النفسية، مثل الاضطرابات السلوكية والعاطفية، وفرط النشاط وفقدان التركيز.
- التأخر الدراسي: إدمان الألعاب الإلكترونية يؤثر على تركيز الأطفال، ويدفعهم إلى إهمال واجباتهم والتهرب من المذاكرة.
- التعرض لقيم خاطئة والسلوك العدواني: تنمي أغلب ألعاب الفيديو القتالية السلوك العنيف لدى الأطفال، لما تحويه من عنف مفرط وألفاظ نابية وتلميحات جنسية وعنصرية، تدفعهم لمحاكاة السلوك نفسه في هذه الألعاب.
- العزلة الاجتماعية: على الرغم من وجود ألعاب تتطلب أكثر من لاعب، فإن أغلب الأطفال يفضلون اللعب وحدهم والانعزال خلف شاشات الكمبيوتر والموبايل، ومع الوقت يفشل هؤلاء الأطفال في تكوين علاقات جديدة، ويشعرون بالملل من الوجود في المناسبات الاجتماعية.
علامات إدمان طفلكِ للألعاب الإلكترونية
ستساعدك الأعراض التالية في اكتشاف إذا كان طفلكِ مدمنًا للألعاب الإلكترونية أم لا:
- إنكار الطفل تضييعه الكثير من الوقت على الألعاب الإلكترونية، مهما أثبتِ له عكس ذلك.
- إنفاق جزء كبير من مدخراته إن لم يكن كلها في شراء ألعاب فيديو جديدة، أو تحديث جهاز الكمبيوتر أو الموبايل الخاص به.
- الفشل في التوقف عن اللعب، وربما يستمر لساعات طويلة، مهما وعدك بالتوقف بعد نهاية جولة معينة.
- انخفاض مستواه الدراسي، وإهمال جوانب الحياة المختلفة، كمقابلة الأصدقاء والجلوس مع العائلة، وفي بعض الأحيان تصل إلى حد عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
- عدم تقبله للخسارة في اللعب، وزيادة حدة غضبه بطريقة خارجة عن السيطرة، وعدم إدراكه أنها مجرد لعبة.
- الاختباء منك عند منعه من اللعب بألعاب الفيديو، والكذب وخلق الأعذار حتى يلعب لعدة دقائق سرًّا.
- تشتت التفكير وانشغاله دومًا بالألعاب الإلكترونية، حتى في الوقت الذي لا يلعب فيه، وتحدثه باستمرار عنها.
كما ترين هناك العديد من الفوائد والأضرار للألعاب الإلكترونية على الأطفال، بوضعكِ بعض الأمور في الاعتبار ستجنبين طفلكِ هذه الأضرار وتستفيدين من مزايا الألعاب الإلكترونية عليه، مثل حرصك على أن تكون هذه الألعاب مناسبة لسن طفلكِ وخالية من أي رسائل سلبية، ويفضل أن تجربي اللعبة بنفسك قبل أن تسمحي له باللعب بها.