إذا كنتِ تظنين أن التأثيرات التي تحدث لجسمك في أثناء العلاقة الحميمة تنحصر في منطقة الأعضاء التناسلية، فأنتِ مخطئة عزيزتي، إذ يمتد تأثير الجماع لكامل جسمكِ من أعلى رأسك حتى أصابع قدميكِ، ولا يقتصر الأمر على التغيرات التي يمكنكِ ملاحظتها، كتسارع دقات القلب، وسرعة التنفس، واحمرار الوجه، وانتفاخ الأعضاء الحميمة، والشعور بارتفاع درجة الحرارة، فخلف كل هذه التغيرات الظاهرية هناك تغيرات غير ملحوظة تحدث داخل جسمك. تعرفي معنا في هذا المقال إلى أهم تغيرات تحدث لجسمك خلال العلاقة الحميمة، التي ستساعدكِ على فهم طبيعته، وربما زيادة شعور كِ واستجابتكِ الجنسية.
تغيرات تحدث لجسمك خلال العلاقة الحميمة
العملية الجنسية ليست بسيطة كما تبدو، فلكي يستجيب جسمك هناك عديد من العمليات الحيوية والأمور التي تحدث داخله، بدايةً من شعورك بالرغبة في العلاقة الحميمة حتى الوصول للرعشة، ورغم أن الأمر قد لايستغرق وقتًا طويلًا، فإن ما يحدث داخل جسمك في هذا الوقت ليس قليلًا، وسنخبركِ بأهم هذه التغيرات فيما يلي:
- ارتفاع مستوى الهرمونات: ينبع شعورك بالرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة في المخ نتيجة لتوازن مستويات هرموني "الدوبامين" و"السيروتونين"، وكذلك يستعد المخ لاستقبال هرمونات الرغبة الجنسية "الإستروجين" لدى المرأة و"التستوستيرون" لدى الرجل، ومع تطور الاستثارة الجنسية يتدفق مع الهرمونات السابقة هرمونا "الأدرينالين" و"البروجستيرون"، ما يعزز الشعور بالسعادة ويحسن المزاج والحالة النفسية، وفي أثناء ممارسة العلاقة وبعدها يرتفع مستوى هرمون "الإندروفين"، الذي يسبب الشعور بالاسترخاء والراحة والسعادة أيضًا، وكذلك هرمون "الأوكسيتوسين" الذي يعمل على زيادة الإحساس بمشاعر الحب وخفض ضغط الدم المرتفع وتقليل الشعور بالإجهاد والتوتر.
- رفرفة القلب: هذا التعبير يحمل جزءًا من الصحة، فمع الشعور بالاستثارة خلال ممارسة العلاقة الحميمة، يزداد معدل دقات القلب ليدفع بالدم إلى بقية أجزاء الجسم، خاصة الأعضاء التناسلية، ما يعني زيادة معدل تنفسكِ أيضًا، الأمر الذي يجعل تأثير العلاقة الحميمة مشابهًا لتأثير ممارسة الرياضة.
- تمدد الأوعية الدموية: تتسع الأوعية الدموية وتتمدد مع ازدياد تدفق الدم من القلب لوصوله إلى الأعضاء التناسلية، وهذا التدفق هو المسؤول عن حدوث الانتصاب عند الرجل، وتدفق الإفرازات المهبلية عند المرأة.
- احمرار البشرة وتوهجها: نتيجة لتمدد الأوعية الدموية، قد تلاحظين هذا التوهج أو الاحمرار والسخونة في البشرة عمومًا، والوجه بشكل خاص.
- انقباض العضلات: تنقبض كامل عضلات الجسم في أثناء العلاقة الحميمة، خاصةً عضلات منطقة الحوض والبطن والساقين، استعدادًا للوصول للذروة الجنسية أولًا، ثم الاسترخاء بعدها.
- الإفرازات المهبلية: يؤدي ازدياد تدفق الدم في منطقة المهبل إلى تحفيز الإفرازات المهبلية، وكذلك ازدياد حجم البظر والشفرات، وهو ما يزداد أكثر مع المداعبة المباشرة لهذه الأجزاء.
- ازدياد حجم الثديين: يزداد تدفق الدماء إلى منطقة الثديين، ما يؤدي لازدياد مؤقت في حجمهما، وانتصاب الحلمتين، ما يجعلهما أكثر حساسية واستجابة للمداعبة.
نصائح لاستعادة النشاط بعد القذف
بعد القذف عادةً ما يستغرق الأزواج في النوم، وهو أمر طبيعي إذ يُفرز هرمون "البرولاكتين" في أجسامهم ما يشعرهم بالاسترخاء والاستغراق في النوم، وهو أمر قد يزعج الزوجة كثيرًا، لأنها تشعر أن الأمر أشبه بمهمة وانتهت، وأنها كانت تحتاج للشعور بالحب من خلال عناق أو حديث مع الزوج، أو حتى الجلوس قليلًا، لذا حتى لا يشعر زوجك بالإجهاد بعد القذف اتبعي النصائح التالية:
- حضري مشروبًا قبل ممارسة العلاقة: قبل ممارسة العلاقة الحميمة، يمكنكِ تحضير سموثي فواكه لتجديد الطاقة، كالأفوكادو بالحليب والعسل وبعض أوراق الجرجير الطازجة، وبعد الانتهاء من الجماع قدميه لزوجك مباشرةً، لتجديد طاقته وإمداده بالسكريات التي حرقها في أثناء العلاقة.
- اجعليه يمارس بعض الرياضة: بصفة عامة يُنصح بممارسة الرياضة بشكل منتظم، ويُفضل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًّا بشكل عام، إذ تساعد الرياضة على تنشيط الدورة الدموية، والشعور بالنشاط في العموم، وقد يبدو الأمر جنونيًّا وغير واقعي بعد العلاقة، لكن إذا كان زوجكِ دائم النوم بعد القذف، فيمكنه بممارسة بعض التمارين البسيطة أن يستعيد نشاطه وشعوره بالطاقة مرة أخرى.
- اطلبي منه الاستحمام:الاغتسال بعد العلاقة من الأمور المهمة للزوج التي قد يؤجلها إلى الصباح بسبب الشعور بالتعب بعد العلاقة، لذا شجعيه على أخد حمام مائي، ويُفضل استخدام الماء الفاتر وليس الساخن، إذ يعمل الماء الساخن على ارتخاء العضلات، والشعور بالاسترخاء والنعاس، لذا فإن حمام ماء بارد أو فاتر سيعيد إليه النشاط والحيوية.
- حضرا وجبة عشاء معًا: قد تشعرين وزوجك بالجوع بعد ممارسة العلاقة الحميمة، لذا بدلًا من الذهاب بمفردك للمطبخ لتحضير وجبة سريعة، لتعودي فتجدي زوجك مستغرقًا في النوم، شجعيه على تحضير الطعام معكِ، وتبادلا أطراف الحديث، واحرصي على تحضير وجبة مغذية تتضمن العصائر الطازجة والدهون الصحية، كالمكسرات وغيرها، مع بعض الأطعمة السكرية، كالفواكه.
- دلكي نقاطًا معينة في جسمه: يمكنكِ إعطاء زوجك دفعة من الطاقة، عن طريق تدليك بعض الأماكن في جسمه، كمؤخرة رقبته، وبين إبهامه وسبابته، وخلف ركبتيه، وعلى الجزء الدائري أسفل مشط القدم.
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى أهم تغيرات تحدث لجسمك خلال العلاقة الحميمة، حاولي ألا تخجلي من فهم طبيعة جسمك، واكتشاف ما يحدث خلال العلاقة قد يساعدكِ على ذلك، اعرفي النقاط التي تثيرك، وأخبري زوجك بها، واعرفي منه ما يثيره هو الآخر، لتقضيا وقتًا ممتعًا، وتحافظا على التواصل الجسدي والعاطفي بينكما، لأن العلاقة الحميمة الناجحة واحدة من الأسس التي يقوم عليها الزواج المستمر.
لتوطيد علاقتكِ بزوجكِ ومعرفة مزيد من المعلومات بشأن أسرار الحياة الزوجية ونصائح لنجاح العلاقة الحميمة، زوري قسم العلاقات الزوجية في "سوبرماما".
العودة إلى علاقات