منذ اللحظة الأولى لولادة الطفل، يتخذ الرضيع البكاء وسيلة للتعبير عن جميع احتياجاته، فهو طريقته في طلب الطعام والاهتمام والاحتواء والحاجة إلى الدفء والراحة، ولكن في غالبية الأحيان، تتساءل الأمهات خاصة الجدد منهن، هل كثرة بكاء الرضيع تضره؟ وهل هناك فوائد لبكاء الطفل الرضيع؟ هذا ما سنعرضه لكِ في هذا المقال، بالإضافة إلى طريقة التعامل مع بكاء الأطفال دون سبب.
فوائد بكاء الطفل الرضيع
أثبتت العديد من الدراسات أن البكاء يمكن أن يفيد جسم الرضيع وعقله على حدٍ سواء، وتبدأ هذه الفوائد عند أول بكاء للطفل الرضيع بعد ولادته مباشرة، وإليك مجموعة من أهم فوائد البكاء للأطفال الرضع:
- إزالة السموم من الجسم: هناك ثلاثة أنواع من الدموع، دموع لا إرادية، ودموع متواصلة، ودموع عاطفية، أولًا الدموع اللا إرادية تنتج بسبب الغبار والأتربة، والدموع المتواصلة تنقي العينين وتحميهما من العدوى، والدموع العاطفية تحتوي على هرمونات التوتر والسموم الموجودة في الجسم وتخلصه منها.
- تقوية عضلات الحنجرة الصوتية: يفيد البكاء في تقوية عضلات حنجرة رضيعك، ما يساعد على تطوير قدرة الرضيع على الكلام بشكل سليم سريعًا في المستقبل.
- طرد البلغم والبكتيريا: يساعد البكاء رضيعك على طرد البلغم والبكتيريا والتخلص من أي سوائل إضافية في الرئتين والأنف والفم.
- تطوير عملية التنفس: يساعد البكاء رضيعك على تطوير عملية التنفس لديه بشكل صحي، وذلك لكونه يحفز رئتي الرضيع على التنفس بشكل سليم.
- المساعدة في النوم: يساعد البكاء الرضيع على النوم بشكل أفضل في الليل، ويجعله لا ينام نومًا متقطعًا، ويقلل من عدد المرات التي يستيقظ فيها الرضيع في أثناء الليل.
طريقة التعامل مع بكاء الأطفال دون سبب
أثبتت دراسة يابانية أن بكاء الأطفال غير الحقيقي ليس ضارًّا في المطلق، بل إنه وسيلة ذكية منهم لجذب انتباه أمهاتهم خاصة إذا كان لديهم إخوة أكبر منهم، ليكونوا دائمًا داخل دائرة اهتمامهن.
وأكدت الدراسة أن هذا البكاء المزيف أو المصطنع يسهم بشكل كبير في التنمية الاجتماعية للرضع، وكذلك تطوير نموهم العاطفي. وفي حال تكرر بكاء طفلك الرضيع لعدة مرات دون وجود سبب عضوي كالجوع أو العطش أو الشعور بألم أو الحاجة إلى النوم، فاتبعي هذه النصائح لتهدئة رضيعك:
- وفري له صوتًا هادئًا ومستمرًا وهو ما يعرف بـالضوضاء البيضاء، فعندما كان رضيعك جنينًا داخلك كان يشعر بدقات قلبك فيهدأ.
- احتضنيه وكوني بقربه دائمًا، ليشعر باهتمامك ويحس بالأمان وباحتوائكِ له، فيهدأ ويتوقف عن البكاء.
- امنحيه حمامًا دافئًا فهو حل ممتاز في حالات كثيرة، ودلكيه بلطف بزيت الأطفال برائحة اللافندر، ليشعر بالاسترخاء والهدوء.
- قدمي له بعض الأعشاب المسموحة للرضع، مثل الكراوية والبابونج، ولكن في حال تخطيه عمر الستة أشهر.
- ربّتي على ظهره برفق شديد بحركات ثابتة حتي يهدأ بالتدريج، ويتوقف عن البكاء.
- دلكي جبهته وبين عينيه وخلف أذنيه بحركات دائرية ثابتة، لتهدئته ومنحه شعورًا بالاسترخاء ومن ثم الهدوء والنوم.
- انظري في عينيه مباشرة فهذه الطريقة مجربة في الحفاظ على هدوء الطفل الرضيع، ويمكنكِ الغناء له أيضًا أو ترديد بعض الأصوات الثابتة الهادئة، وسيشعر بالاطمئنان تدريجيًّا ويبدأ بالهدوء.
- ضعيه في عربته واخرجي معه في نزهة سريعة بجولة على قدميكِ حول المنزل أو في حديقة قريبة منه، فالرضع يشعرون بالملل أيضًا، وإن لم يكن الوقت مناسبًا فربما دقائق في الشرفة تحسن مزاجه.
أضرار عدم الاستجابة لبكاء الرضيع
بكاء الرضيع في حد ذاته أمر معتاد وطبيعي للغاية ولا يضر به، طالما يحدث لفترات قصيرة ويزول بزوال السبب، لأنه هنا وسيلة الرضيع الوحيدة ليخبرك بالجوع وموعد تغيير الحفاض والرغبة في النوم أو حتى التدليل، ولكن متى تكمن خطورة بكاء الرضع وتؤثر على سلامتهم الجسدية والنفسية؟ تعرفي على الإجابة من هنا.
أسباب كثرة بكاء الطفل الرضيع
يوجد دائمًا تفسير لبكاء الرضيع في أي وقت من اليوم، وعلى عكس ما يعتقد بعض الأمهات بأن الرضع يبكون أحيانًا دون وجود أسباب منطقية، فدائمًا ما يوجد أسباب طبيعة ومنطقية لبكاء الرضيع، عليكِ فقط أن تفهميه وتبحثي عنها، لتستطيعي التعامل بطريقة سليمة مع رضيعك في هذه الحالة وتلبي له الاحتياج الذي يبكي من أجل الحصول عليه.