يهتم معظم الأمهات بتقييم سلوك الأطفال وتوجيههم بشكل دائم لتنشئتهم على السلوك الجيد، إلا أن اتباعهن لهذا الأسلوب يضفي على المنزل في كثير من الأحيان أجواء من التوتر، وقد يؤثر في علاقة الأم بأطفالها، لهذا ينبغي على كل أم أن تتوقف عن توجيه الانتقادات بشكل مستمر لصغارها، وأن تتبنى نمط التربية الإيجابية وتبدأ في استخدام لوحة المكافآت للأطفال لترغيبهم في السلوك الجيد.
وفي هذا الفيديو تشرح لكِ فاطمة عزمي، مديرة مشروع ولادنا، تأثير لوحة المكافآت على الأطفال وكيفية استخدامها لتقويم سلوكهم، وكان هذا ما خلصت إليه.
لوحة المكافآت للأطفال والتربية الإيجابية
تقوم التربية الإيجابية على فكرة عدم وجود أطفال سيئين، وأنه في المقابل هناك سلوكيات جيدة وأخرى سيئة تصدر عنهم. ولكي تنجحي في ترسيخ السلوك الجيد لدى صغارك دون إيذائهم لفظيًّا أو جسديًّا، يجب أن تساعديهم على التعامل مع المواقف المتنوعة بطريقة صحيحة، مع الحفاظ على مبادئ الاحترام المتبادل بينك وبينهم، والموازنة بين الحزم واللطف في تعاملك معهم في كل صغيرة وكبيرة.
لهذا تعتبر لوحة المكافآت للأطفال واحدة من الأدوات المهمة للتربية الإيجابية، لأنها تحفز الصغار على تكرار السلوك الجيد من خلال مكافآتهم عليه، بدلًا من معاقبتهم على السلوكيات السيئة، وهو أمر يترتب عليه تدعيم السلوك الجيد لأطفالك والتغلب على السلوكيات غير المرغوب فيها التي يقومون بها.
طريقة عمل لوحة المكافآت للأطفال
تعتبر لوحة المكافآت للأطفال وسيلة بسيطة وسهلة الاستخدام، إذ تقوم فكرتها على جدول يتضمن مختلف السلوكيات الجيدة التي تتمنى الأم أن يلتزم بها أطفالها، مثل: تنظيم ألعابه، وتناول الطعام بمفرده، والذهاب إلى النوم في الوقت المحدد، والقيام بالواجبات وغيرها، بالإضافة إلى قائمة من المكافآت التي تقابل عددًا معينًا من النقاط، فعلى سبيل المثال: حينما يجمع الطفل 5 نقاط يحق له مشاهدة فيلم، أو لعب لعبة، أو اختيار حلوى.
وفي كل مرة يلتزم بها الطفل بأحد هذه السلوكيات يتم تسجيلها داخل اللوحة، حتى يكون من السهل تجميع النقاط التي أحرزها مع نهاية اليوم، لكي تتمكن الأم من مراقبة مدى تقدمه في الالتزام بالسلوكيات الجيدة.
عوامل تزيد من فاعلية تأثير لوحة المكافآت على الأطفال
- الثبات على المبدأ: المقصود بها التركيز على عملية تقييم سلوكيات الأبناء وعدم تنفيذها على فترات متقطعة، لأنه حتى تؤتي لوحة المكافآت بثمارها يجب متابعة سلوكيات صغيرك خلال مدة زمنية محددة يتم فيها تقييم أدائه بحزم ودون تراخٍ.
- وضوح أسباب التقييم: من المهم جدًّا أن يفهم الطفل أن سلوكه وتصرفاته ستكون موضع تقييم منكِ، وبالتالي ينبغي أن تحددي له بوضوح نوع وطبيعة الأشياء المطلوبة منه، مثل: النوم والاستيقاظ مبكرًا، والحفاظ على ألعابه، وتناول الطعام دون طلب مساعدة من الآخرين وغيرها، وتوقعاتك أنتِ ووالده حيال هذه السلوكيات وأنه سيتمكن من الالتزام بها.
- التقديم الفوري للمكافأة: ينبغي أن يحصل الطفل على المكافأة بعد السلوك الجيد الذي يقوم به مباشرة، لأن هذه الخطوة تعزز من السلوك الإيجابي وتدفعه إلى تكراره، لا سيما إذا تضمنت عبارة ثناء، مثل: "أنا معجبة جدًّا بالطريقة التي تلعب بها أنت وأختك هذا الصباح، وبحرصكم على تبادل الألعاب معًا، يمكنك مشاهدة فيلمك المفضل".
معايير التقييم الواردة في لوحة مكافآت الأطفال
هناك معايير رئيسة ينبغي أن تتوافر في لوحة مكافآت الأطفال، لأنه يتم على أساسها تقييم سلوكهم، ويمكن تقسيم هذه المعايير إلى ثلاث مجموعات، هي:
- السلوكيات العامة: تتضمن السلوكيات البسيطة التي يستطيع أي طفل بدءًا من سن 3 أعوام القيام بها، مثل: غسل أسنانه، وتنظيم حجرته، وتناول طعام مفيد.
- العلاقات الإنسانية: ترتبط هذه المجموعة بعلاقة الطفل مع المحيطين به، سواء إخوته أو جده وجدته أو أصدقائه، ومدى التزامه بالتعاون معهم، ومساعدتهم، وتكوين علاقات جيدة معهم.
- السلوكيات العليا: هي سلوكيات ترتبط بالأطفال الأكبر سنًّا نسبيًّا، مثل الالتزام بالصلاة، والقيام بأنشطة مفيدة، وادخار بعض النقود.
ويجب الإشارة هنا إلى أنه عند اختيار هذه المعايير من المهم أن تأخذ الأم في اعتبارها مجموعة من العوامل، أبرزها مدى اتساقها مع عمر الطفل لأنه من الصعب أن تنتظر الأم من طفلها الذي يبلغ من العمر 3 سنوات أن يجيد 7 سلوكيات مختلفة.
الأمر نفسه ينطبق على نوع السلوكيات إذ يجب أن تركز الأم مع الأطفال الأصغر سنًّا على السلوكيات العامة فقط، مع توسيع نطاقها مع تقدمهم في العمر، وذلك حتى لا تعمل على تعجيزهم من خلال مطالبتهم بالالتزام بأشياء خارج نطاق قدراتهم.
