أفلام الكرتون جزء لا مفر منه من حياة كل طفل، ومنذ ظهورها من أكثر من قرن، وقد نشأت الأجيال المتعاقبة تشاهده وتستمع به، وأصبحت الفتيات يكبرن وهن يتخيلن حياة الأميرات، كما يتخيل الأولاد أنفسهم فرسانًا شجعانًا. وعادة ما تلجأ معظم الأمهات لأفلام الكرتون لإلهاء الأطفال لبعض الوقت، لكن ماذا عن تأثيرها في الصحة النفسية،والنمو المعرفي والسلوكي للرضع. في هذا المقال نتعرف معًا إلى أفضل أفلام كرتون للرضع وتأثيراتها السلبية والإيجابية.
فوائد أفلام كرتون للرضع
تنعكس أهمية الرسوم المتحركة للأطفال من خلال التأثيرات الإيجابية المختلفة على سلوك الطفل وزيادة معدل ذكائه، إليكِ أهم فوائد أفلام الكرتون وآثارها الإيجابية على الرضع:
يمكن رؤية أهمية الرسوم المتحركة للأطفال من خلال التأثيرات الإيجابية المختلفة للرسوم المتحركة على سلوك الطفل ونمائه. في ما يلي بعض الآثار الإيجابية التي يمكن أن تحدثها الرسوم المتحركة على الأطفال:
- التعليم المبكر: يمكن للرسوم المتحركة أن تساعد الأطفال والرضع على بدء التعليم المبكر، خاصة الرسوم التعليمية التي تعرض الأشكال والأرقام والألوان وتعلمها للأطفال بطريقة ممتعة وتفاعلية، ما يجعل التعلم نشاطًا ممتعًا.
- التطور المعرفي: تساعد مشاهدة الرسوم المتحركة على تطوير المهارات المعرفية للرضيع، ما يساعد على تطوير القدرة على المنطق والمعالجة البصرية والسمعية.
- الحد من التوتر: يجد الأطفال الرسوم المتحركة مسلية وغالبًا ما تساعدهم على الضحك بصوت مرتفع. الضحك من العادات الصحية التي تساعد على الحد من التوتر والضغط النفسي، كما يعزز المناعة ويسبب إفراز الإندورفين، ما يساعد على الشعور بالسعادة والمشاعر الإيجابية.
- التطور اللغوي: يمكن للرسوم المتحركة أن تحفز النطق عند الرضع، كما تساعد على زيادة المهارات اللغوية للأطفال وزيادة حصيلة الكلمات لديهم. السماح للأطفال بمشاهدة الرسوم المتحركة بلغتك الأصلية يساعد على تعلم اللغة بشكل أفضل، وتحسين النطق والتحدث لديهم.
اقرئي أيضًا: علامات تطور اللغة عند الأطفال فى العام الثانى
الآثار السلبية لأفلام الكرتون للرضع
في حين أن للرسوم المتحركة عديدًا من الآثار الإيجابية على الأطفال، فإن لها بعض الآثار السلبية على سلوك الطفل ونموه. إليكِ أهم الآثار السلبية المختلفة لأفلام الكرتون على الرضع:
- التشجيع على العنف: يمكن أن تشجع مشاهدة الرسوم المتحركة بمشاهدها العنيفة الأطفال على أن يصبحوا أكثر عنفًا في الحياة الواقعية. إذ يعتقد الأطفال أيضًا أن لا أحد يتأذى أو يشعر بالألم تمامًا كما في أفلام الكرتون. على سبيل المثال، مشاهد الضرب أو السقوط من أماكن مرتفعة من الأسباب الأساسية في وقوع كثير من الحوادث للأطفال والرضع.
- تعزيز السلوكيات الخاطئة: تظهر بعض أفلام الكرتون سلوكيات غير مهذبة أو غير مقبولة، لذا يكتسبها الأطفال بسهولة ويصعب تقويمها من قبل الآباء أو المعلمين.
- اكتساب الألفاظ البذيئة: غالبًا ما تتضمن الرسوم المتحركة لغة غير مناسبة للأطفال وبعض الألفاظ البذيئة. يبدأ الطفل اكتساب تلك الألفاظ وتكرارها في الحياة الواقعية دون وعي.
- تحفيز السلوك غير الاجتماعي: تشجع بعض أفلام الكرتون على السلوك المعادي للمجتمع وتوجيه رسائل خاطئة للأطفال. فقد تحتوي بعض الرسوم على تلميحات جنسية، أو تشجع على السلوك العدواني، أو ربما على العزلة الاجتماعية، يؤثر ذلك في سلوك طفلك ليشعر أنه من الطبيعي أن يقوم ببعض من تلك السلوكيات.
- تقديم قدوة سيئة: غالبًا ما يعتبر الأطفال شخصياتهم الكرتونية المفضلة قدوة ومثلًا أعلى، وتزداد لديم الرغبة في أن يكونوا مثلهم. لكن في كثير من الأحيان، قد تقدم تلك الشخصيات بعض العادات الخاطئة أو تعرض سلوكيات غير مقبولة، ما يؤثر في نفسية الأطفال ويؤدي إلى عواقب وخيمة.
- الإصابة بمشكلات صحية عديدة: قد يؤدي الجلوس ساعات طويلة أمام شاشة التلفاز لمشاهدة أفلام الكرتون إلى الإصابة بعديد من المشكلات الصحية نتيجة قلة الحركة، كضعف الإبصار، السمنة، نقص التغذية، ضعف العضلات.
اقرئي أيضًا: أشهر 10 أمراض تصيب الرضع في السنة الأولى
نصائح أساسية لاختيار أفلام كرتون للرضع
بعد أن تحدثنا عن الآثار الإيجابية والسلبية للرسوم المتحركة على الرضع والأطفال، إليكِ بعض النصائح لاختيار أفلام كرتون مناسبة للرضع.
- شاركي أطفالك المشاهدة: تسمح لكِ المشاهدة مع أطفالك بمراقبة ما يرونه وكذلك مراقبة رد فعلهم تجاه الأحداث المختلفة. كما أنه يساعد على تعميق الروابط العاطفية بينك وبينهم ومعرفة طريقة تفكيرهم.
- حددي عدد ساعات المشاهدة: وضع قاعدة أساسية لتحديد الساعات المناسبة لمشاهدة الكرتون خلال اليوم لمدة ساعة واحدة أو ساعتين على الأكثر من أهم النصائح التي عليكِ اتباعها لتجنب الآثار السلبية للرسوم المتحركة على أطفالك.
- اختاري الرسوم التعليمية المناسبة: اسمحي لطفلك بمشاهدة الرسوم المتحركة التعليمية المناسبة للعمر والتي تخلو تمامًا من أي سلوكيات خاطئة أو ألفاظ غير مناسبة.
- اشرحي الفرق بين الكرتون والواقع: احرصي على توضيح الفرق بين الرسوم والحياة الواقعية، وعلمي أطفالك كيفية تحديد السلوكيات الصحيحة من الخاطئة. يمكنكِ أن تبدئي بتوضيح أن السلوك الذي قامت به إحدى الشخصيات سلوك ضار قد يلحق الأذى بالآخرين، كما أنه لا يمكن أن يكون كذلك في الحياة الواقعية.
- استخدمي تطبيقات المراقبة الأبوية: يتوافر كثير من التطبيقات التي تحتوي على برامج المراقبة وتصفية المحتوى غير المناسب للأطفال، فيقوم بحجب جميع المواقع أو الأفلام التي لا تناسب الطفل. تأكدي أيضًا من عدم ترك الطفل بمفرده أمام التلفاز أو التابلت دون مراقبة ما يشاهده.
- شاهدي القنوات الاستكشافية: بعض القنوات مثل Discovery أو National Geographic أو أي من القنوات التي تهتم بالعلوم الاستكشافية والطبيعة تقدم محتوى هادفًا يساعد على التطور الشامل لطفلك. يمكنكِ أيضًا اصطحابهم لمشاهدة ما قد رأوه على شاشة التلفاز. على سبيل المثال، يمكنكِ أخذهم في جولة إلى حديقة الحيوان لمشاهدة الحيوانات المختلفة التي رأوها من قبل في تلك البرامج، وكذلك زيارة القبة السماوية للتعرف إلى الأبراج والكواكب والمعلومات حولها.
اقرئي أيضًا: أفضل الطرق لتنمية مهارات طفلك في عامه الأول
يمكن أن تكون لأفلام الكرتون تأثيرات إيجابية وسلبية على الأطفال والرضع وفقًا لنوع الرسوم المتحركة التي يشاهدونها. لكن باتباع بعض النصائح يمكنكِ بسهولة اختيار أفلام كرتون للرضع مع تجنب آثارها الضارة على نمو الطفل وسلوكه.
اقرئي مزيدًا من الموضوعات المتعلقة برعاية الرضع على "سوبرماما".