قالوا في الأمثال أن: "قليل البخت يلاقي العضم في الكرشة"، المثل واضح ولا يحتاج إلى تفسيرات كثيرة، فمعناه كما فهمتِ أن الحظ السيء قرينك في كل مكان لأنكِ قليلة الحظ!، فهل تؤمنين بالحظ وتأثيره على حياتك؟ وإذا كنتِ تؤمنين بوجوده فهل يمكن أن يكون هو الشماعة التي تستخدمينها لكل ما لا يعجبك في حياتك؟ تعالي لنتعرف أكثر على معنى الحظ وكيف تتعاملين مع هذا المفهوم؟
الأمثال الشعبية المصرية
الأمثال جزء أساسي من تراث الشعوب، تعبر عن إدراكهم للحياة ونظرتهم إليها، كما أنها تعطينا لمحة عن العصر الذي قيلت فيه، ومن يردد مثل يعني اقتناعه به وإيمانه بما يحمله هذا المثل الذي يعبر عن وجهة نظره في جملة واحدة.
لا يختلف اثنان على أهمية الأمثال الشعبية، لكن بالطبع ليس بالضرورة أن يؤمن الشخص بكل الأمثال المنتشرة، تفكير الأشخاص متغير ومختلف من وقت لآخر، وفي هذه المجموعة من المقالات سنعرض لكم مجموعة مختلفة من الأمثال وسنرى هل تتفقون مع المثل صاحب المقال أم تختلفون معه..
الإيمان بالحظ
إذا كنتِ من الأشخاص الذين يتعرضون في حياتهم لكثير من المشكلات المتكررة والمصائب المختلفة، يمكن أن تكوني ممن يؤمنون بمثل: "قليل البخت يلاقي العضم في الكرشة"، أي أنه حتى اللحظات السعيدة لا تكتمل، فهل تؤمنين أن هذا الأمر يتعلق بالحظ السيء في الحياة؟
في الحقيقة لا وجود لما يُسمى بالحظ، لا الحظ الجيد ولا الحظ السيء، أو على الأقل هو مفهوم مختلف تمامًا عما يعتقده الناس ويؤمنون به، والأحداث السلبية التي تحدث في حياتك يمكنك رؤية الجانب الإيجابي فيها ببساطة لكنكِ تذهبين للحل الأسهل وهو التبرير بجملة واحدة: "حظي سيء"..
التخلص من فكرة الإيمان بالحظ
بعض الطرق البسيطة ستمكنك من النظر للأمور في صورتها الحقيقية، دون تعليق كل ما يحدث على شماعة "الحظ السيء"، وإليك أهم هذه الطرق:
- توقفي عن الاعتقاد بأن ما يحدث في الحياة كل يوم خارج عن إرادتك، فلا يوجد قوى خارقة للطبيعة تتحكم في مصيرك، ولا أشرار يترصدون بكِ لعمل الأشياء السيئة، كل شخص مسؤول عن تحديد مصيره بناءً على القرارات التي يتخذها يوميًا في حياته، ونظرته للمواقف التي تحدث له، وستلاحظين دائمًا أن الأشخاص الناجحين لديهم قدرة على السيطرة على حياتهم والتعامل معها من منظورهم الخاص دون وضع اعتبار للحظ فهي كلمة ليست موجودة في قاموسهم!
- يمكنك تغيير نظرتك للأمور السيئة ببساطة، حاولي أن تنظري على الجانب الإيجابي فيها، إذا خدعكِ شخص ما فلا تحزني كثيرًا على الخدعة وحظك السيء في الأشخاص، انظري من الجهة المقابلة وستجدين فيها أنكِ اكتسبتِ خبرة أكبر في معرفة الأشخاص السيئين لتجنبهم في المرات القادمة.
- انتبهي إلى ما يحدث داخل عقلك، إذا ركزتِ على الأمور السيئة ونظرتِ إليها على أنها حظ سيء، سيصيبك الأمر بالاكتئاب والإحباط أكثر، وسينتهي بكِ الأمر أنكِ تتعاملين مع الدنيا والناس أن الجميع ضدك، ستتغير ردود فعلك ومواقفك بناءً على قاعدة وضعها عقلك بإرادتك، وحياتك تتحول إلى جحيم.
أن تسيطري على ما يحدث داخل عقلك خطوة أساسية في التعامل مع نظرتك إلى الجوانب السيئة في حياتك، ولا يوجد شك أن الإنسان لديه القدرة المطلقة في السيطرة على عقله المتحكم في كل شيء بعدها.