شاهدت لكِ : My sister’s keeper

«شاهدت لكِ» هي سلسلة من المقالات أقدم لكِ فيها تحليلاً أو رؤية لفيلم مهم لكِ، أو فيلم مهم لطفلك، أحاول فيها أن أرى جوانب تهمك وتهم رحلتك في التربية مع أطفالك. 

فيلم اليوم هو فيلم حزين بعض الشئ لكنه يحمل الكثير من العبر الهامة، الفيلم مقتبس من رواية عظيمة اسمها «My sister’s keeper» ومعناه «راعية اختي»، وقد أخذ الفيلم منها اسمها ونفس قصتها تقريباً مع اختلاف النهاية، التي كانت أكثر رحمة من نظيرتها في الرواية. 

تدور القصة حول أبوين شابين لطفلين –ولد وبنت- في الخامسة والثالثة، تصاب كايت ذات الثلاثة أعوام بسرطان في الدم، ويحاول الأطباء علاجها دون جدوى، فيقترحان على الأبوين الخضوع لتلقيح صناعي لإنجاب شقيقة لكايت، بحيث تتطابق الأنسجة فتكون مساعدة لأختها، وقد كان ليصبح لديهم ثلاثة أطفال.. وجاءت آنا لتقدم منذ كانت رضيعة كل الدعم لشقيقتها، إلى أن وصلت كايت إلى عمر الخامسة عشرة وآنا في الثالثة عشرة، وطلب الأبوان منها التبرع لأختها بكليتها التي دمرها السرطان فترفض، وحينها تبدأ حبكة القصة ومحورها الأهم. 

لم أستطع أن ألوم الأبوين أثناء مشاهدتي للفيلم، لكنني تعجبت صدقًا من الإخوة الثلاثة! كيف لم يؤدي كل هذا إلى أنانية من كايت المريضة أو إلى مشاعر حقد أو حسد من جيسي الأخ الأكبر المهمل تماماً، أو من آنا تلك التي جيء بها إلى الدنيا خصيصاً لإنقاذ أختها، نعم لقد ظل الثلاثة مرتبطين برباط أخوة جميل يتوج في النهاية حين يعلم المُشاهد تلك الخطة التي دبرها الثلاثة حينما يعلن الأب للجميع الحقيقة في طلب "كايت" من أختها عدم التبرع لها بكليتها، رافضة أن تشعر أختها بأي أذي جسدي بعدما ان ساندتها منذ مولدها في كل مرة كان يحاصرها فيها المرض اللعين بشدة، و يتجلي ذلك في مشهد العناق الجماعي بين الإخوة الثلاثة في الليلة ما قبل الأخيرة لكايت بالمستشفي، وكأنه عناق الوداع. 

سارة «كاميرون دياز» الأم مثال القوة الظاهرة الصابرة التي ظلت على مدى اثني عشر عاماً تحارب لتمنع وفاة الصغيرة، وضحت بعملها كمحامية شهيرة، ثم ظلت تضحيتها وألمها يجذبها مرات ومرات فتعميها عن أخطاء ترتكبها في حق ابنها جيسي وابنتها آنا حتي انها في إحدي مشاهد الفيلم وبعد تعرض كايت لسقوط شعرها تماماً نتيجه العلاج الكيماوي، قامت الأم ايضاً بحلق شعرها عن أخره لتساند طفلتها، ومع ذلك كانت تصم اذنيها عن ألم كايت الذي فاق الحد، والذي أرادت بعده أن تستسلم للمرض.  

براين الأب المكلوم الذي يتحمل عبء علاج متواصل لمريضة سرطان، والذي يبدو أحياناً عليه الإرهاق النفسي، وربما يدرك الأمور أحياناً أفضل من زوجته، لكنه يعود فيوافقها ويخطأ خطئها حيناً آخر. 

الخالة شقيقة سارة، تلك التي اعتمدت عليها سارة في كثير من الأمور وأصبحت ركناً أساسياً في الأسرة، على الرغم من أن الفيلم لم يوفها حقها، لكنها يبدو كما لو أنها تركت الكثير من أجل أسرة شقيقتها. 

وعلى الرغم من كل ذلك، فإن تلك الأسرة مرت بكثير من اللحظات السعيدة وإن شابها الاستياء.. كما عبر بذلك براين. 

ينتهي الفيلم الذي عرض عام 2009 محققاً أعلي نسبة مشاهدة، وهو يحمل الكثير من الرسائل للأمهات والأباء، حيث تستسلم " كايت" للمرض، و هي تشجع امها على العيش بدونها وتذكرها بحق أخواتها في العيش حياة طبيعية.

إنها دعوة لنشر الوعي بين الأسر المبتلاة بطفل مريض أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو بين حديثي الزواج والآباء الجدد، لعلنا نتعلم بشقاء الآخرين مع وجوب الدعاء بالمعافاة، أنني أوقن أن بعض تلك الأسر الشابة لو كانت قد تلقت بعض المشورات المبكرة، لكان خيراً لها ولأمكنها فهم الكثير من الآثار النفسية وإدراكها وصولاً إلى تجنبها.

فيديو للفيلم:

:

 

عودة إلى منوعات

موضوعات أخرى
علامات تخبرك بحب زوجك لكِ
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon