يحتاج الأطفال الصغار من 11 إلى 14 ساعة من النوم يوميًا، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن طفلك سينام بشكل منتظم من الليل حتى الصباح، دون اضطرابات، وإنما سيتطلب الأمر وقتًا وجهدًا منكِ، فروتين النوم من أكثر التحديات صعوبة في رعاية الأطفال، وربما بعد أن يتعود طفلك على النوم بمفرده، وبعد أن يعتاد النوم المتواصل، والاستقرار على أوقات محددة للنوم والاستيقاظ، قد تظهر بعض المشكلات في روتين النوم الخاص بطفلك، وأكثر هذه المشكلات شيوعًا هي الاستيقاظ ليلًا مع البكاء، وهناك عديد من الأسباب وراء تلك المشكلة، مثل بعض الاضطرابات الصحية أو تغييرات في نمط الحياة أو عوامل نفسية، إذا كنت تعانين من عدم استقرار نوم طفلك واستيقاظه عدة مرات خلال الليل، فهذا المقال يعرفك إلى أسباب بكاء الطفل بعمر ثلاث سنوات ليلًا، ويقدم لك مجموعة من النصائح والإرشادات لمساعدتك في التعامل مع هذه المشكلة، من أجل أن يحصل طفلك على فترة نوم مريحة وصحية.
بكاء الطفل بعمر ثلاث سنوات ليلًا
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطفل بعمر ثلاث سنوات يستيقظ في الليل ويبكي، إليك مجموعة من تلك الأسباب:
- الأسباب الجسدية: قد يؤدي التسنين أو التهابات الأذن أو انسداد الأنف إلى الاستيقاظ ليلًا.
- توقف التنفس خلال النوم: قد تكون عمليات الاستيقاظ التي يسبقها الشخير الصاخب ناتجة عن انقطاع نفس الطفل خلال النوم، وهو اضطراب في النوم يحدث غالبًا بسبب التهاب اللوز أو الزوائد الأنفية.
- الأسباب النفسية: الخوف أو القلق من الأسباب التي قد تؤدي إلى استيقاظ بعض الأطفال الصغار ليلًا، بالإضافة إلى الخيال الزائد لدى الأطفال في تلك المرحلة، التي قد تعرضهم للكوابيس الليلية.
- التغييرات الحياتية: يمكن أن تتسبب التغيرات الحياتية، مثل قدوم شقيق جديد، في نفسية الطفل، وهو ما قد يكون سببًا في استيقاظه وبكائه في الليل.
- الشعور بالجوع أو العطش: تأكدي من أن طفلك حصل على ما يكفيه من الطعام والشراب قبل النوم.
- الإجهاد الشديد: الطفل الذي لم يحصل على قسط كافٍ من النوم خلال النهار، يمكن أن يتعرض لحالة من النشاط المفرط قبل وقت النوم، وهو ما يجعله في حالة من عدم الارتياح والمقاومة من أجل الاسترخاء والنعاس.
كيفية تهدئة الطفل عند البكاء ليلًا
إليك مجموعة من النصائح البسيطة لمساعدتك في تهدئة طفلك خلال الليل، ليحصل على فترة نوم طويلة ومريحة دون اسيتقاظ أو بكاء:
- التزمي بروتين ما قبل النوم المهدئ والذي يمكن أن يكون مفتاحًا للنوم الجيد ليلًا، جربي الروتين المناسب لك ولطفلك، بمجرد أن تستقري على روتين، اتبعيه كل ليلة، سيساعد ذلك طفلك في التعرف على أن وقت النوم قد حان.
- تجنبي تعريض طفلك للألعاب أو الأجهزة الإلكترونية التي تحتاج إلى نشاط قبل وقت نومه، لأن تلك الأنشطة قد تعمل على تحفيز وتنبيه طفلك، بدلًا من ذلك، أعطي طفلك حمامًا دافئًا واقرئي له القصص قبل النوم أو شغلي له موسيقى هادئة، ثم ضعي طفلك في السرير وهو ناعس ولكنه واعٍ، وقولي له "تصبح على خير" لتهيئته للنوم.
- شجعي طفلك على النوم بمفرده، ولتحقيق ذلك عليك مساعدته في الشعور بالأمان، ابدئي اتباع روتين مهدئ للاسترخاء قبل وقت النوم، ثم أعطيه لعبته المفضلة المحشوة على شكل حيوان أو بطانية، أنيري الغرفة بإضاءة ليلية خافتة، أو افتحي باب الغرفة لو كان ذلك سيساعد طفلكِ في الشعور بالأمان، تأكدي أن طفلك بأمان وغادري الغرفة.
- تجنبي الرجوع إلى غرفة الطفل إذا دعاكِ، تذكري أنك تساعدين طفلك في تعلم النوم وحده، إن استسلمتِ واستمريتِ في الوقوف بجانب سريره أو ذهبت إلى الفراش مع طفلك، فإن ذلك سيمنعه من تعود النوم بمفرده، وغالبًا ما سيستقيظ ويبكي كل ليلة لتأتي وتنامي بجانبه.
- امنحي طفلك وقته لتهدئه نفسه حين يستيقظ ويبكي خلال الليل، واذهبي له فقط حين لا يستطع الطفل تهدئة نفسه بمفرده، وتأكدي من أن طفلك لا يعاني من أي مشاكل صحية قد تكون هي السبب في عدم ارتياحه.
- تجنبي تعريض طفلك إلى الأفلام المرعبة، أو الكتب المخيفة قبل وقت نومه، لأن التعرض لمثل تلك الأشياء يمكن أن يؤدي إلى رؤية الطفل لكوابيس والاستيقاظ ليلًا.
ختامًا، إن استيقاظ وبكاء الطفل بعمر ثلاث سنوات ليلًا جزءًا طبيعيًا لتعلم عادات النوم، ولكن حين يتحول الأمر إلى حالة من الصراخ والبكاء والاستيقاظ الليلي المتكرر، فعليكِ اتباع النصائح التي تساعدك في تهدئة طفلك لمواصلة نومه، وتذكري دائمًا أنه لم يفت الأوان بعد لتعلمي طفلك عادات النوم السليمة، كل ما عليكِ هو وضع الروتين الصحي والمناسب لكِ ولطفلك والالتزام به، لتنعمي أنتِ وطفلك بليلٍ هادئ.
إن تربية طفلك كالغرس الذي ستحصدين ثماره بعد كبره؛ لذا تحرص سوبر ماما على أن تعلمك التربية الإيجابية لأبناك في رعاية الصغار.