ابني لا يتفق معي .. هل هذا نجاح تربوي؟

رعاية الأطفال
إيرين، كاتبة وأم لطفل في بداية مرحلة المراهقة، تحديدًا 12 عامًا، تحكي أنه في يوم من الأيام جاءها طفلها بعد جدال طويل حول أمر ما، وقال لها بمنتهى الانفعال "أنا أكرهك يا أمي"، فكان رد إيرين سريعًا "إذًا أنا أديت وظيفتي كأم جيدًا"، ثم تركته في غرفته وذهبت لغرفتها..
 
كأي أم يمكن أن تجعلنا هذه العبارة ننهار فعليًا، فبعد كل المجهود والخوف والقلق والحب والتفاني في تربية وإسعاد الأطفال وإبعاد المشكلات والمخاطر عنهم، ماذا لو جاء رد طفلك على رفضك ذهابه مع أصدقائه الآن مثلاً هو "أكرهك"؟
عبارة صعبة، ولكنها وفقًا لحكاية ورأي إيرين ليست بهذه الصعوبة، ولا تعني كلمات أطفالنا دائمًا ما يشعرون به حقًا، ومع ذلك.. كان رأيها أنها تقوم بدورها كأم ومربية بطريقة صحيحة.. وعبارة طفلها خير دليل على ذلك.
 
اقرئي أيضَا 6 أشياء مهمة يجب معرفتها عن تربية الأطفال

كيف؟

  • تقول إيرين، عندما فاجأني طفلي بهذا الرد، صمتُ قليلًا ثم بادرته قائلة إنني هكذا أقوم بدوري كأم جيدًا، وأنا أعني تمامًا هذه العبارة، ففي مرحلة ما من عمر أولادنا يجب ألا نكون فقط أفضل أصدقاء، أو الآباء المدللين لهم والملبين لكل رغباتهم، في النهاية نحن أولياء أمور ولسنا مجرد أصدقاء فقط، عندما نشعر بالخطر أو القلق أو أنهم على وشك الوقوع في أمر شديد الخطورة والخطأ، علينا تقويمهم وتوجيههم للطريق الصحيح، بالرفق مرة وبالشدة مرات، خاصة فيما يسمي بمرحلة المراهقة والبلوغ.
  • طفلي في هذه المرحلة ما زال يتأرجح بين كونه يحتاج لي كأم وداعم ومصدر للأمان، وأنه يرغب في الاستقلال واتخاذ القرارات المتهورة تعبيرًا عن نفسه وذاته!
  • وأنا أعلم جيدًا أنه لا يكرهني ولا يعني العبارة التي قالها، ولكن من قال إنه من المفترض أيضًا أن يحبني كل الوقت، هل كنا في مثل عمره نحب أمهاتنا وآباءنا كل الوقت،  ألم نتذمر ونشتكي ونملأ العالم صراخًا، لأننا لم نحصل على ما نريد في التو واللحظة، والآن نكتشف كم كنا متهورين وكم أن قرارات أمهاتنا وآباءنا كانت صائبة جدًا في هذا الوقت.. هم ما زالوا أطفالًا مندفعين على كل حال.
  • كنت أتوقع أن يهدأ ويأتي لي بعد قليل للحديث، وهو ما حدث بالفعل، جاء طفلي بوجه أحمر مليء بالعرق والمشاعر، وأخبرني  برغبته في مشاهدة حلقة المسلسل المفضل معي، جلس بجانبي وتحدثنا برفق وهدأ انفعاله تمامًا، حينها فقط أدركت أنني أقوم بواجبي تجاهه كأم بشكل جيد وصحيح، وأن هذا ما عليّ فعله دائمًا.

انتهي حديث إيرين وتجربتها مع طفلها وطريقة التربية التي تتبعها.. وأنتِ الآن أخبرينا، هل تتفقين معها في هذا الأمر؟ هل يمكن أن تكون عبارة كهذه دليل على نجاحك كأم وكمربية لطفلك؟

 

عودة إلى أطفال

باسنت إبراهيم إبراهيم إبراهيم

بقلم/

باسنت إبراهيم إبراهيم إبراهيم

أتمنى أن أكون سوبر ماما، بعد أن أنجبت صغيرة جميلة فريدة عمرها شهور، أتعلم معها الصبر والأمومة وتلهمني بالعديد من الأفكار عن رعاية الرضع والاهتمام بهم مع عالم كامل من السهر والصبر الشديد.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon