في كثير من الأحيان، قد يبدو رأس طفلك الرضيع غريبًا بعد الولادة، فتشعرين أنه منبعج قليلًا أو متورم، الأمر الذي قد يشعركِ بالقلق، ويجعلكِ تتساءلين عن أسباب ظهور تورم طري في رأس الرضيع، وهو حالة شائعة عزيزتي تُعرف بالحدبة المصلية الدموية أو كما تُعرف بالإنجليزية بـ Caput succedaneum، وهو المصطلح الطبي للتورم الموضعي أو الوذمة التي تظهر على رأس المولود الجديد بعد الولادة الطبيعية، وعادةً ما يكون تورمًا حميدًا، يحدث نتيجة الضغط على رأس الطفل في أثناء مروره عبر قناة الولادة، وكما ذكرنا فهو تورم غير ضار لأنه يقتصر على فروة الرأس ولا يشير إلى إصابة أعمق في الجمجمة أو الدماغ، وعلى الرغم من أن التورم نفسه لا يدعو للقلق، فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات أخرى بما في ذلك اليرقان أو الصفراء عند الأطفال حديثي الولادة، وإذا أردتِ التعرف إلى مزيد عن هذه الحالة وأسبابها وعلاجها، فواصلي قراءة المقال.
أسباب ظهور تورم طري في رأس الرضيع
تحدث الحدبة المصلية الدموية نتيجة الضغط الخارجي على رأس الجنين في أثناء المخاض والولادة، ويأتي الضغط من قناة الولادة، ففي الولادة الطبيعية يخرج رأس الجنين أولًا عبر قناة الولادة، وخروج الرأس أولًا يجعلها النقطة المحورية التي تتعرض لضغط كبير لأنها تشق طريقها عبر قناة ضيقة جدًا، والسبب الأكثر شيوعًا ضغط عنق رحم الأم أو جدار المهبل على رأس الجنين في أثناء الولادة، يمكن أن يعاني الأطفال أيضًا من الحدبة المصلية في أثناء الولادة القيصرية، وهنا يحدث الضغط على رأس الجنين في الولادة نفسها.
تكون هذه الضغوط أكبر عند الأطفال ذوي الأوزان الكبيرة أو بعد ولادة طويلة وصعبة، لذا تقل نسبة حدوثها في الأطفال الخدج بسبب أوزانهم القليلة، يمكن أن يكون التورم في فروة الرأس ناتجًا أيضًا عن تمزق الأغشية التي تحيط الطفل في الرحم قبل الأوان، بمجرد تمزق أغشية الجنين، لم يعد الكيس الأمنيوسي متاحًا ليكون بمثابة وسادة داعمة لرأس الطفل، مع وجود قليل من السائل الأمنيوسي، يتعرض رأس الجنين لضغط أكبر من عظام حوض الأم. يمكن أيضًا أن يحدث التورم نتيجة استخدام الشفط أو الملقط لتسهيل الولادة الطبيعية.
علاج تورم طري في رأس الرضيع
على الرغم من أن مظهر التورم في رأس الطفل يكون مقلقًا للأم، فالحدبة المصلية الدموية ليست حالة طبية طارئة ولا تستدعي القلق ولا تتطلب أي علاج في معظم الأحيان، ويتعافى الطفل تقريبًا في غضون يومين بعد الولادة وقد يستمر التورم إلى ستة أسابيع ثم يختفي دون أي علاج، ويمكن أن تؤدي محاولة تصريف السوائل المسببة للتورم إلى جعل الأمور أسوأ وتسبب العدوى.
- هناك حالات يتسبب فيها الورم الرأسي الدموي في مشاكل أخرى مثيرة للقلق، مثل العدوى، وهنا قد يلجأ الطبيب للتدخل الجراحي، وفي بعض الأحيان ، قد يستمر الورم الرأسي الدموي ويتصلب، ما يسبب نتوءًا قويًاؤ الذي غالبًا ما يزول بمرور الوقت.
- قد يلجأ الطبيب لعلاج آخر، وهو استخدام خوذة تشكيل الجمجمة، تشمل هذه الطريقة ارتداء الطفل الرضيع لخوذة ذات شكل خاص من 18 إلى 20 ساعة يوميًا حتى يُعاد تشكيل الرأس بصورة طبيعية، ومع ذلك فهو علاج نادر لا يُستخدم إلا في حالات قليلة.
أخيرًا، استعرضنا معًا أهم أسباب ظهور تورم طري في رأس الرضيع، وعادةً ما يكون ملحوظًا بعد الولادة، لا تقلقي عزيزتي فإن هذا الورم لا يؤثر بأي شكل من الأشكال في مخ الطفل أو مستوى ذكائه كما يظن بعض الأمهات، ولا يتسبب أيضًا في أي مضاعفات خطرة، وقد يزيد من نسبة حدوث الصفراء، وكما ذكرنا فإنه سرعان ما يختفي ويعود شكل الرأس لطبيعته خلال أيام لعدة أسابيع.
لقراءة مزيد من المقالات المتعلقة بالمشكلات الصحية التي تواجه الأطفال الرضع وكيفية التعامل معها زوري قسم تغذية وصحة الرضع.