النظافة أمر ضروري ولا غنى عنه في حياتنا، خاصة عندما يتعلق الأمر بصغارنا، فإننا نبذل ما بوسعنا للحفاظ على سلامتهم وحمايتهم من المخاطر التي تحيط بهم، بما في ذلك البكتيريا والجراثيم الخفية التي لا نراها بعيننا المجردة، وقد يصل الأمر مع بعض الأمهات إلى هوس التعقيم وتنظيف كل ما هو محيط بالطفل، فتشترين أنواعًا مختلفة من الصابون المطهر والمنظفات المضادة للجراثيم، ظنًّا منهن أن في ذلك حماية لأطفالهن وووقاية لهم من الإصابة بالأمراض المختلفة.
من الرائع أن نحافظ على نظافة أطفالنا وسلامة صحتهم، ولكن هل الصابون المطهر يقيهم حقًّا من الأمراض؟ وهل هو أفضل من الصابون العادي؟ هذا ما ستخبركِ به "سوبرماما" في هذا المقال.
لا تصدقي أسطورة الصابون المضاد للجراثيم:
المفاجأة هي أن الصابون العادي لديه القدرة على قتل الجراثيم والبكتيريا الضارة، ولا حاجة لاستخدام مواد أقوى في التنظيف والتعقيم اليومي، وذلك وفقًا لتوصيات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بل توصلت أحدث الدراسات والأبحاث إلى أن الصابون المضاد للبكتيريا والجراثيم يضر أكثر مما ينفع.
أضرار الصابون المضاد للجراثيم:
يحتوي هذا النوع من المنظفات على مركبات كيميائية قوية لا تقتل البكتيريا الضارة فقط، بل كذلك تقتل أنواعًا من البكتيريا النافعة، والضرورية للحفاظ على حيوية البشرة ونضارتها وقدرة الجلد على الالتئام.
وأثبتت الدراسات أن الإسراف في استخدام الصابون المطهر والمواد المنظفة المضادة للجراثيم قد يكسب البكتيريا مناعة ضد المضادات الحيوية المستخدمة في علاج الأمراض المختلفة، ويؤدي إلى تكون سلالات من البكتيريا المقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية، ما يشكل كارثة صحية تهدد العالم.
وعند استخدام الصابون المقاوم للجراثيم والمناديل المطهرة باستمرار، فإن ذلك يؤدي إلى ضعف أداء الجهاز المناعي والحد من قدرته على مقاومة الأمراض المختلفة نتيجة للتعقيم المبالغ فيه، وعدم تعرض الجسم لتحديات كافية لمواجهة الجراثيم والرد على هجمات الفيروسات والبكتيريا.
ويحذر الأطباء لذلك من إضافة المواد المطهرة المضادة للجراثيم إلى ماء غسيل الملابس، إذ تبقى آثارها في الملابس حتى بعد شطفها جيدًا بالماء، وتؤثر المادة الفعالة الموجودة بها على بشرة الأطفال الحساسة، وكذلك الكبار، وتزيد من فرص الإصابة بجفاف الجلد والحساسية الموضعية والإكزيما.
الصابون العادي هو الحل:
يؤكد الباحثون أن المنازل لا تحتاج إلى تعقيم إضافي باستخدام المنظفات المطهرة المضادة للجراثيم، حتى في أكثر الأماكن تلوثًا بالمنزل مثل قاعدة الحمام وأرضيته، فهي مناسبة فقط للاستخدام في الأماكن التي تحتاج إلى درجة عالية من التعقيم مثل غرف العمليات، وأن الصابون العادي يتولى أمر التنظيف الذي يحتاجه المنزل، ويمكنكِ إضافة قليل من الخل إلى ماء تنظيف المنزل للحصول على نتائج أفضل في التنظيف.
عدم المبالغة في التعقيم:
ليس من الطبيعي أن يعيش الأطفال في بيئة معقمة خالية من الجراثيم، بل إنه من الضروري أن يتعرض جسمهم لبيئة حقيقية من أجل تأسيس جهاز مناعة قوي ومتطور، لذا اتركي طفلكِ يلعب ويلهو في الحديقة دون إيقافه عن اللعب ومسح الطين من يديه كل بضع دقائق باستخدام المناديل المبللة المعقمة، فإن هوس النظافة والمبالغة في التعقيم قد يؤذي الطفل أكثر مما يفيده، لذا فالاعتدال هو المطلوب.
كيف تنظفين ألعاب أطفالك وتحافظين عليها معقمة؟