"اﻷم الحقيقية ليست حرة أبداً " أونوريه دو بلزاك
أما نحن فنحاول تغير هذه القاعدة لبضع ساعات كل عام فيما يعرف بـ( يوم أو عيد اﻷم) . بشكل شخصي أنا لا أهتم كثيراً لعيد الأم، ليس ﻷنني لا أريد أن أعطي والدتي فترة من الراحة و العناية، بل على العكس تماماً فى الواقع،فحبى واهتمامي بأمي يدفعني للاحتفال والعناية بها كل يوم على مدار العام، بدلاً من إعطائها انتباهي ليوم واحد فقط فهي تستحق كل يوم في الـ365!
فكرتي فى الاحتفال بأمي تعتمد على كل ما فعلته هي ﻷجلي منذ أن أعطتني الحياة بالوجود فى هذا العالم.
لذلك قررت مشاركتكن اﻷفكار القادمة ليست فقط لتنفيذها فى عيد اﻷم ولكن لكل يوم فى العام.
الصبر و الرحمة
حتى إذا كنتِ من أكثر اﻷشخاص عديمي الصبر و التسرع على وجه اﻷرض، فى هذا اليوم اجعلى هناك إستثناءً خاصاً لوالدتك، ذكري نفسكِ أنه في يوم من اﻷيام كانت قدرتك على فهم الأفكار والأحداث محدودة للغاية، وكانت والدتك صبورة عليكِ ورحيمة بكِ ﻷقصي حد ولم تتذمر مطلقاً منكِ عندما كنت تكررين السؤال والطلب مئات المرات حتى تحصلين عليه بل كانت تلبيه بكل حب لكِ. لذا في المرة القادمة عندما تطلب أمكِ منكِ طلب أو سؤال للمرة المائة، لا تتذمري و ينفذ صبرك، وتذكري نفسك عندما كنتِ في الرابعة من عمرك وكانت أسألتك لها تتكرر يومياً حتي تحصلين على مرادك.
إراحتها من اﻷعمال الشاقة
إذا كنتِ تقيمي في المنزل مع والدتك حاولي مد يد العون في جميع أنحاء المنزل، حتى لو بأعمال بسيطة مثل مسح طاولة الطعام و غسل اﻷطباق و ترتيب الغرف أما إذا كنتِ متزوجة وتعيشي بعيداً، تأكدي من محادثتها ومعرفة ما إذا كان هناك أي شيء تحتاجه من السوبر ماركت لأنك ذاهبة إلى هناك ويمكنكِ الحصول على أي شيء لها تحتاجه للمنزل. إذا كنتِ تعرفي إنها تحتاج إلى أي مساعدة أو الذهاب ﻷي مشوار لا تترددي فى تلبية رغبتها أو بذل الجهد والمساعدة حتى بدون أن تخبرك هي، فلطالما شعرت بكِ وأنتِ صغيرة وبما تحتاجينه دون أن تتحدثي، وسيكن اﻷمر رائعاً إذا شعرتِ بإحتياجتها دون أن تطلبها منكِ، كم سيشعرها ذلك بتقديرك لها. ( اقرأي أيضا : أسرار التواصل الناجح بين الزوجين )
دلليها وقبليها دائماً
حتى وأنتِ كبيرة وناضجة و ربما تكوني أماً، لا يوجد شيء يضاهي قبلة أو عناق من أمكِ. وطالماً كانت اﻷم هى الحضن الدافئ و الملاذ اﻵمن من العالم أجمع، لذا لا تبخلي عليها هذا اليوم بالتدليل و إظهار العناية بها فى كل شئ، اعتني بصحتها و براحتها و بالعناية بكل ما يخصها ..اجعليها ملكة مدللة فى هذا اليوم.
هدية غير متوقعة
هل تتذكرين عندما كانت والدتك تخرج بدونك لقضاء أي مشوار وكانت تسألك دائماً، هل تريدين شيئاً أحضره لكِ و أنا قادمة وكنتِ دائماً تقولين "أريد حلوي أو أي شئ جميل" ، وكانت تحضر لكِ دائماً شيئاً جميلاً غير متوقعاً فقط ليسعدك..إذا كنتِ تعيشين معها فى نفس المنزل فحاولي أن تحضري لها من وقت ﻷخر شيئاً ستحبه أو هدية غير متوقعه أو أي شئ سيسعدها دون علمها ودون ترتيب مسبق..أما إذا كنتِ تعيشين بعيداً فجربي أن تحضري لها فى كل زيارة باقة من الزهور أو اﻷشياء التي تسعدها و ستجدينها سعيدة برؤيتك و بمفاجأتك.
استمعي لوالدتك وخصصي وقتاً للجلوس معها
اعيريها أذنكِ، استمعي لها و اجعليها تحكي لكِ ما يؤرقها و ما تشعر به حتى إن كانت لا تنتظر حلاً منكِ فقط اجعليها تلقي الحمل الذي يقع فوق أكتافها ويؤرقها، فى زحمة اليوم عادة لا نجد وقتاً كافياً للجلوس مع أمهاتنا..لذا لا تبخلى عليها بذلك الوقت للاستماع من حين ﻷخر فقط اجعليها تشعر بأهميتها لديكِ و إنكِ تشاركينها كافة همومها و مشاعرها.
اقرأي أيضا : كيف تتصرفين تجاه تعليقات حماتك اللاذعة )
وقت الحكي
هل تتذكرين ذلك الوقت الذي كانت تحكي لكِ والدتك فيه كل حكايات الأميرات و الجنيات و الساحرات الطيبات؟ وكانت تؤلف لكِ كل يوماً قصة جميلة قبل النوم..اليوم جاء دورك لتعطيها جلسات حكى أكبر قليلاً من حكايات اﻷميرات و الساحرات..خصصي وقتاً لها للحكي معها عن أي شئ تحبه سواء كان عائلتك أو عملك أو حتى السياسة و الفن ..ابحثي عما تحبه و تفضله و اخبريها بكافة تفاصيله و أحدث أخبار تخصه، اجعليها على وعي ودراية بكل ما يدور حولها فى حكاية مشوقة ولا تنسي أن تحضري فنجان القهوة أو كوب الشاي لجلسة ممتعة .
أنتِ و والدتك في يوم خاص للتنزه
حان الوقت ﻷخذ والدتك فى نزهة خاصة لها ولكِ فقط، لممارسة أي نشاط من وقت ﻷخر، مثلاً الذهاب للتمشية صباحاً قبل العمل أو الذهاب للسينما أو لممارسة أي نشاط رياضي، التسوق فى المول..أياً كانت النزهة التي ستذهبون إليها فستعني لها الكثير أن تتنزه برفقتك أمام الجميع مثلما فعلت هى من أجلك كثيراً وأنتِ صغيرة فقط لترفيهك وتفضيلك على التنزه مع صديقاتها.
اقرأي أيضا : تجنبي الطلاق الصامت في حياتك الزوجية )
تعلم شئ جديد كل يوم
اجعلى والدتك على دراية كاملة بكل جديد أو على اﻷقل الجديد فى اﻷشياء التي ربما ترغب فى معرفتها، مثلاً احضري لها أحدي الهواتف الذكية و قومي بتحميل برامج و تطبيقات ربما تكن مفيدة لها، علميها كيفية ترتيب القنوات التليفزيونية المفضلة لها فى شكل قوائم أو اخبريها بتتبع الصفحات الشيقة على الفيسبوك أو على اﻷقل اﻹطلاع على وصفات ومقالات سوبرماما المفيدة لها.
دامت أمهتنا جميعاً بصحة وخير.