منذ أعوام قليلة أطلت علينا بعض الأمراض التي لم نكن نسمع عنها من قبل، ومنها إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير التي أصبحت حديث الساعة ومصدر المخاوف للكثير منا خاصة الأمهات في كل شتاء، فما الحقيقة وما الشائعة في كل ما نسمعه وكيف نقي أنفسنا وأولادنا منها؟
تعرف ويكيبديا المرض المعروف باسم Pig Flu أنه أحد أمراض الجهاز التنفسي التي تسببها فيروسات إنفلونزا من أسرة معينة. وقد ظهر هذا النوع أولًا في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا وبعض دول أوروبا وشرق آسيا.
في بداية ظهور المرض، لم يكن ينتقل للإنسان حتى لمن يتناولون طعام الخنزير لأن الطهي يميت الفيروس، لكن مع تحور الفيروسات جينيًا عبر السنين، بدأت في الانتقال للإنسان لكنها ظلت فيمن يتعاملون مباشرة مع الخنازير.
يظل انتقالها في الدول العربية ووصولها لمرحلة الوباء مجرد نوع من أنواع المخاوف والشائعات حتى وقتنا هذا ولله الحمد، وبرغم تحولها إلى وباء في عدة دول عبر العالم في عامي 2007 ثم 2009 إلا أنها كانت الأقل انتشارًا إذا ما قورنت بإنفلونزا الطيور مثلًا بسبب قلة احتكاك العالم العربي بتربية الخنازير.
ووفق تصنيفات منظمة الصحة العالمية ثم المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض ومكافحتها، فإن أعراض المرض تشبه أعراض الأنفلونزا العادية لكنها أكثر قسوة وقد تتفاقم وصولًا لإسهال وقيء ولا تعرف إلا عبر تحليل مختبري، لذا فعلى الآباء أو المصابين من البالغين التوجه بالمريض للمختبر أو المعامل الطبية إذا ما شعر المريض أن الأعراض أشد من الأعراض الطبيعية المعروفة أو إذا ما كانت مصاحبة لإسهال أو قيء.
وبوجه عام، عليك ألا تفزعي ولا تتركي نفسك نهبة لتصديق كل ما تسمعينه في الإعلام خاصة إن كنت وأسرتك بعيدين تمامًا عن الاحتكاك بالحيوانات أو لا يعمل أحد أفراد أسرتك في مجال الزراعة ومزارع الحيوانات. وإن كان كذلك، فعليه وعليكم اتباع بعض سبل الوقاية العامة والتي يفترض بالجميع اتباعها، والانتباه لأي أعراض مما سبق والتوجه الفوري للمعمل للتأكد ولا تقلقي فهي ليست حالة مميتة إلا لو أهملت إذ يتوفر علاجها بشكل مناسب.
سبل الوقاية
- الحرص على غسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم أي غرس ثقافة الصابون وهذا ليس مزاحًا إذ أن إحصاءات العالم العربي فيما يتعلق بالنظافة العامة مؤسفة إلى حد كبير.
- ابتعاد مريض الأنفلونزا بأنواعها عن الاحتكاك مع الآخرين خاصة الأطفال والحوامل
- اتباع سلوكيات مهمة عند المرض مثل تغطية الأنف والفم بمناديل ورقية عند العطاس أو السعال وعدم استخدام اليد، وغسلها عند استخدامها لضرورة، وغسلها عدة مرات للمريض.
- أهمية استخدام كمامات على الأنف والفم لمنع انتشار الفيروس خاصة في البلاد التي تحول فيها الأمر لوباء أو للعاملين في المزارع
- البعد قدر المستطاع عن الأماكن المزدحمة والمغلقة أو سيئة التهوية
- الحرص على نظافة المكان والأدوات المستخدمة في المنزل والعمل والسيارة وغير ذلك.
(اقرأي أيضًا: كيفية تطهير منزلك وتعقيمه بعد الشفاء من العدوي)
التطعيمات واللقاحات
- قد يفيد لقاح الأنفلونزا العام ويمكنك استشارة طبيبك أما فيما يتعلق بالتطعيم الخماسي فهو ضد خمسة أمراض هي الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي والأنفلونزا البكتيرية والتهاب الكبد ب. وبالنسبة لما أعلنته وزارة الصحة المصرية بهذا الخصوص فهي عن الأنفلونزا البكتيرية أي التي تتسبب فيها بكتيريا وليس النوع الفيروسي وأنفلونزا الخنازير هي نتاج فيروس وليس بكتيريا. استشيري طبيبك في كل الأحوال قبل تلقي أي علاج أو لقاح.
- لكن التطعيم الخماسي مهم جدًا لطفلك للأمراض الأخرى كما أن الأنفلونزا البكتيرية سبب لمرض آخر هو الالتهاب السحائي أو الحمى الشوكية التي سبق وتحدثنا عنها.
أعيد وأكرر في النهاية أن كثيرًا من أخبار السبق الإعلامي والصحفي كثيرًا ما تصبغ الحقيقة بالخيال فيأتي الأمر بين التهويل لأمر بسيط والتهوين من أمر خطير، فوفاة 16 بسبب مرض لا يحوله لوباء يعصف بالبلاد كما قرأت بعض العناوين سابقًا، لكن الأمر أيضًا لا يحتاج منك كأم إلى استهانة بصحتك وصحة صغيرك.